التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٠

يا مسئول .. إعرف أسلحتك

أول درس يتعلمه طالب الاقتصاد هو إن الناس تحركها الحوافز. ربما لا يحتاج الانسان إلى دراسة الاقتصاد حتى يعرف هذا الشيء فالحياة أصلاً مليئة بنماذج لهذا الدرس بداية من الخوف من عصا الأب كنتيجة لعقاب و انهاء الرغبة بقطعة حلوى كنتيجة لمكافأة. عندما يستلم مسئول تقليدي أي قيادة جديدة فإنه في العادة يجتمع بالناس و يسمع من هنا و هناك و من ثم تجرفه تيارات الروتين و يغوص فيها و يبدأ بالتذمر بينه و بين نفسه من سلوك الموظفين الغير فعال و ينسى أهم شيء تعلمه منذ الطفولة.. الحوافز. أحد النساء استلمت منصب قيادي جديد عليها و اشتكت إلي بأن الموظفين لا يثقون بي ماذا أعمل؟ كيف أتعامل معهم؟؟ قلت لها بعض الأفكار و كان من بينها هو إعرفي أسلحتك. المفروض من أول يوم في هذه الوظيفة أن تبحثي عن الدليل القانوني لك (صدقوني موجود حتى في أكثر الدول تخلفاً و لكن بمسميات مختلفة) إسهري عليه و تعلمي ما هي أسلحتك في المكافأة و ما هي أسلحتك في العقاب.  ضعيهم في قائمتين بالتدريج كي تعرفي كيف تتعاملين مع المواقف ويكون موقفك حازم مستند على القانون. طبعاً هناك أشياء لا تدخل ضمن القانون لكنها معروفه مثل ال

و ماذا عنهم؟

قبل سنوات قام مواطن صاحب مشروع صغير بعمل فلم وثائقي من غيضة اتجاه تعطل أعماله في الدوائر الحكومية التي فيها ما فيها (مستفيداً من حرية التعبير المرتفعة نسبياً في الكويت) و كان يتكلم بحرقة عن أحد أبرز المطبات في الحكومة و كانت موظفة غير محترمة تأخذ رشوى بمسميات مختلفة و لما سألها بطريقة غير مباشرة عن أخذها للرشوة كان ردها: و ماذا عن بقية الموظفين؟ أنا آخذ أقل راتب في الدولة و هذا أراه مجرد تعويض فارق! كنت في طابور انتظار في أحد المتاجر فطلب الذي يقف أمامي من المحصل أن يدخل ما دفعه في حساب شخص آخر , فرد عليه بان هذا لا يجوز شرعاً .. و بالفعل كما تتوقع رد عليه "و ماذا عن الذين يطالبون بأكبر من هذا!!" تدار هذه الأيام فكرة إصلاحات اقتصادية سوف تمس المواطن بطريقة أو بأخرى لأنه الشريحة الأكبر لكن التعليق الأكثر شهرة: و ماذا عن أولئك اللصوص الذين يسرقون البلد؟ في أمريكا و كوسيلة استخدمت لتقليل استهلاك الناس للكهرباء .. استغلوا فكرة "و ماذا عنهم" و وزعوا على البيوت درجة استهلاكها مقارنة بالجيران , فالمستهلك الكبير يجب أن يشعب بشيء من الخزي من استهل

هام و عاجل .. انشر تؤجر

أرسل لي أحد أقاربي رسالة من نوع "هام و عاجل .. انشر تؤجر" تحذر من استقبال أي مكالمات من هذا الرقم (xxxxxxx) و هو (أي الرقم كما يدعي) يعود إلى هاكر سيسرق جميع البيانات بمجرد استقبالك للرقم! بسبب هذا النوع من الرسائل صارت عندي مناعة منه , أتوقع حتى لو يظهر تحذير حكومي في تلفزيون عام أيضاً لن يؤثر في. و من باب التسلية قمت بنسخ الرقم و وضعته في قووقل فتبيت لي بعض الحقائق: 1-  التحذير قديم (منذ سنوات) و وصل مؤخراً إلى قريبي و لا أعرف الحقيقة لماذا في عصر السرعة القصوى لا تنتشر هذه الاشاعات في نفس اليوم على مستوى العالم. لماذا يقرر أحدهم فجأة أن ينبش رسائله القديمة و يرسلها بعد شهر و الآخر نفس الشيء حتى تصل الرسائل بعد سنوات؟! 2- إن التحذير وجدته في مجموعات فيسبوك مصرية أيضاً و لا يحمل فتح خط قبله! و كذلك الحال مع قريبي رغم إنه من الكويت فالمفروض عندما يصلك رقم ما أنه رقم محلي مالم يحمل رقم فتح خط قبله! 3- الهاكر الذي تغلب على خصائص الأمان لأبل و قووقل متجمعين و ربما تطبيق واتساب من العملاق الثالث فيسبوك , نسى أن يغير رقم هاتفه و أصر على أن يستعمل نفس رقم الها

الماضي الغير جميل جداً

أسمع كثيراً عبارة "كويتي و أفتخر" و للأمانة كنت أعتقد بأن الكويتيين فقط من يستخدمونها لأني منهم و هم حولي, ثم لاحظت إن العبارة أصلاً عالمية و تقريباً تستخدمها جميع الجنسيات. لا أعرف إذا كنا نستخدمها بشكل أكبر ولكن الأكيد إننا نستخدمها بشكل أكبر في الأغاني الوطنية. و لهذا قصة أخرى أحكيها يوماً ما. السويد لها حساب في تويتر باسم السويد تعطي أحد مواطنيها حرية كتابة ما يشاء فيه لمدة اسبوع و في فترة ما تابعت ها الحساب الممتع لأعرف السويديين عن قرب. قليل هم من قد يؤثرون فيك على المدى الطويل خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لكني لا أنسى أبداً تلك المرأة السويدية التي مسكت الحساب أحد الأيام و كانت تعمل سائقة شاحنه في السويد و سألوها هل تفتخرين بكونك سويدية؟ فقالت .. لماذا أفتخر؟ كيف أفتخر بشيء ولدت فيه ولم أصنعه؟! نعم أنا محظوظة جداً إني ولدت في السويد و حملت جنسيتها ولكن لا يمكني أن أفتخر بهذا الشيء , إلا إني ممتنة جداً لبلدي السويد. و إهداء لتلك المرأة الكريمة و لكن من ردد عبارة كويتي وأفختر سأخصص هذا المقال لكشف الجزء الخفي الذي لا يعرفه الكويتيين و ربما يعرفه

مساحات محدودة

تماماً مثل الأراضي العقارية تمثل شاشة الكمبيوتر أو الجوال مساحة محدودة لكنها مهمة لأصحابها. أي شركة تملك موقع (سواء كانت لسوئال التواصل الاجتماعي أو غيره) تحرص بشدة على هذه الفكرة. الشركة تريد أن تعظم من أرباحها و تبيع اعلانات أكثر لكنها لن تتمكن من نسخ فكرة موقع المليون بيكسل لأن الموقع له فكرة خاصة به. ولا تريد أيضاً أن تملأ المساحة المحدودة هذه بالإعلانات و إلا لانتفى الغرض من استخدامك لهذا الموقع. و لو كان الموقع يريد أن يعطيك التجربة المثالية فلن يضع أي اعلان و يجعل الشاشة خفيفة نظيفة للمستخدم لكن هذا سيفلس الشركة بلا شك ما لم يكن لديها مصدر دخل آخر مثل اشتراكات شهريةو قد فعلتها قووقل في يوتوب قبل سنوات قليلة , إما الاشتراك أو نمطرك بكم من الدعايات حتى تخرج من أنفك!  الاشتراكات الشهرية ايضاً تنفر المستخدمين .. مثلاً لو قلت اليوم لمستخدم تويتر أن يدفع اشتراك ٢٠ دولار نظير استخدامه للمنصة فسيرفض بشدة و سيبحث فوراً عن بديل للمنصة. لكن الاعلانات بالفعل تدر على شركة تويتر ٢٠ دولار من ظهر كل عميل. كيف تحسبها؟ ببساطة دخل الاعلانات تقسيم عدد المستخدمين. المساحة المحدودة جد

أكبر من الحظ نفسه

يقول وارن بوفيت الافتراضية التالية:  تخيل لو إن أمريكا عملت مسابقة لكل الأمريكيين الذين يصل عددهم 330 و طلبت من كل أمريكي دفع دولار واحد لدخول مسابقة ما على أن يكون في النهاية عشرة فائزين من بين ال330 مليون. الشروط سهلة جداً .. تدفع دولار ثم تأخذ عملة نقدية و ترميها للأعلى إذا سقطت على الوجه الذي تريده الحكومة و نقل (وجه جون كنيدي) فستتأهل و إذا العكس تخرج من السباق. و تتكرر العملية حتى ينتهي العدد بعشرة فائزين يربح كل منهم 33 مليون دولار .. فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ سيصدر بعضهم كتب بعنوان "كيف نجحت في التفوق على معظم الأمريكيين؟" و سيقدم البعض دورات خاصة جداً في هذا الفن المعقد و سيقوم أحدهم برفض أن يناديه أي أحد إلا بلقب أستاذ في تحليل القذفات. و رغم إن كل هذه الأفكار هراء لأن العملية كلها محض صدفة في كل رمية ترميها في الهواء هناك نسبة 50% نجاح و 50% فشل إلا إنه قد يستحيل أن يؤمن أحد بأن نجاحه كان بمحض الصدفه بل و ستجد حتماً من يكون قناعة يقينية بطقوس معينة يؤمن تماماً إنها أسرار اللعبة .. مثل التمتمه سراً بتعويذات من قبائل توركانا و آخر سيقسم بأن السر في

خلل في هيكل السلطات العليا

بجانب الاستمرار بنشر الاشاعات حول كل شيء , أعتبر إن الجدات هن مصدر رئيسي لهدم أي مشروع تربوي صارم يحمل في طياته بعض أنواع العقاب.  كنت قد اتفقت مع أطفالي بأن أعطيهم مصروف شهري ثابت بشرط أن ينجزوا مهام محددة بشكل يومي و في كل يوم لا ينهون من مهامهم تخصم منهم نسبة و بذلك أكون قد ربحت من الناحيتين. الأولى إني غرست خصلة الالتزام بأطفالي بعمل مهام مفيدة و من ناحية ثانية إذا أهملوا الاتفاق أكون قد وفرت على نفسي هذه الأموال. لكن زيارة واحدة للجدة ممكن أن تهدم كل هذا الاتفاق ! أنت تعلم بأن في النظام الهيكلي للسلطات تحتل الجدة مستوى أعلى من الأب و بالتالي فإن الجدة التي تكون عادة لطيفة مع أحفادها ستعطي دون مقابل و ستعطي الكثير! في أربع زيارات مثلاً سيحصل الأبناء على ضعفي مصروفي الشهري! مما يدفعهم (و هو ما حصل) إلى تجاهل هذه المصاريف و الإكتفاء بالمال الذي يأتي بلا مجهود من الجدة!! هناك خاصية فريدة يتحلى بها أي شخص يصبح جد أو جدة و هي إنهم بإمكانهم الاستمتاع مع الأطفال وقت ما يشائون و التخلص منهم في أي وقت. مثلاً في وقت الهدوء و الراحة من الممكن جداً أن تتصل الجدة بولدها ل

النصيحة الوحيدة للمدير الجديد

هذا أكثر مشهد أراه يتكرر أمامي مع كل مدير أو مسئول جديد و هو أمر مزعج للغاية لذلك سأكتبه هنا عله يمر على أحد المسئولين الجدد. ينصب المسئول الجديد ثم يبدأ بالتعرف على المرؤوسين تحته  ثم يكتشف بأن هناك نحو خمسهم ممتازين و هم العامود الفقري للعمل و لأنهم مثل ما نقول بالعامية "يبردون الكبد" فيصبحون عضلات المسئول الجديد .. لكن مثل أي عضلة كثرة استخدامها و الاعتماد عليها سيؤجي إلى ارهاقها بلا شك و هنا ينظر هؤلاء القلة حولهم و يكتشفون بأن الذين معهم يتمتعون براحة أكبر و ضغط أقل مع نفس مزايا هؤلاء! و رغم إن الأمر يبدو واضح بأن الطريقة المثلى هي أن تعلي من مزايا تعطي شأن لهؤلاء المميزين أو أن تجبر الجميع على توزيع العمل بشكل واضح و متساوي بحيث يحاسب المقصر. إلا إن هذا الأمر يغفل عنه تماماً و يظل الاعتماد على العضلة المتبقية الوحيدة لديك. الأمر سيرهق الجميع و سيؤدي إلى نتيجة كاثية على هذا المسئول الجديد بفقان فريق الأحلام لديه عندما يبدؤون بالتسرب إلى جهات أخرى (تقدر) أو ذات عمل أخف و سيظل عنده فريق محدود القدرات و الطاقة و النتيجة النهائية سيتكون سيئة. الحل بسيط و ال

جيميل > هوتميل

قبل يومين دخلت بريدي (الهوتميل) و آخر مرة دخلته منذ ما يزيد عن السنه. هذا أول بريد امتلكته , كان عندي قبل أن تشتريه مايكروسوفت و أذكر إني لم أعرف حتى كيف أسجل فيه وقامت إمرأة اسمها (شروق) بتسجيله لي , لا أعرف أين هي اليوم لكن شكراً لها ..  حقيقة مايكروسوفت تخلفت كثيراً .. بل كثيراً جداً في هذا المجال .. لا تتخيل كمية رسائل (ليست السبام) بل phishing النصب المالي .. و في بريدي الرئيسي و ليس في ملف مختلف. حزنت كثيراً إذ إني أستخدم جيميل و يكاد يستحيل أن تصل لك رسالة من هذا الشكل. مايكروسوفت تحت قيادة ساتيا ناديلا عادت لها الحياة من جديد و هو أمر صعب جداً على أي شركة .. الشركات مثل الانسان لها بداية تحبو بها ثم تنضح و في النهاية تموت. لا يعود من الموت أحد و كذلك الشركات. حسناً أبل فعلتها كذلك من قبل. ناديلا ركز كثيراً على الخدمات السحابية و أثبت علو كعبه حتى في منتجاته أثناء الوبــاء إذ إنها من الشركات القليلة التي ظلت تربح المزيد و المزيد من الأموال في ظل إغلاق كل شيء تقريباً. لست مبرمج و لكن أعتقد إن خوارزميات قووقل أو الذكاء الاصطناعي لديها أقوى من غيرها و هذ