عندي عادة سيئة للغاية , بجانب فوضى المكتب المكدس بكل أنواع الورق و قصاصات الجرائد والكتب, و هي إني أكدس الأشياء إلكترونياً أيضاً و أخزنها و أربطها ثم لا يحدث لها شيء و تبقى حتى يتراكم عليها الغبار الإلكتروني ..
رغم إني أحاول الهروب من التكنولوجيا و نجحت في ذلك جزئياً إلا إنها ما زالت تزاحمني في كل شيء تقريباً .. إنها تؤثر على تركيزي فمع صغر عدد الكلمات و سرعة تغير المواضيع في موضة تويتر , صار من الممل قراءة مقالة , ناهيك عن كتاب !
صار الإنتقال من معلومة إلى أخرى بسرعة أكثر من أي وقت مضى لكنها أفقدتني التعمق بالقراءة و التمتع و التحليل و لربما جعلت التحليل لأوقات خارج الاتصال بالانترنت ..
صار الكتاب صعب القراءة و يبدو قراءة صفحتين منه إنجاز كبير قبل أن ألقي به على جنب .. و عقولنا صارت كالقرد تقفز من مكان إلى آخر بكل سطحية !
أول ما انتبهت شخصياً لهذه الظاهرة كان عندما قرأت خلاصة كتاب "سطحية العقول" للكتاب نيكولاس كار و كان من المضحك إنه لم يستطيع انهاء كتابه إلا عندما إعتزل في جبل منقطع عن الانترنت تماماً .
لحسن حظي إن خدمة الانترنت ستنتهي قريباً لدي و قد كنت مشترك بنظام السنوات بعقد لمدة سنتين , سأكون مضطر للتوقف لمدة عشرة أيام بإنتظار معرض التقنيات (أو سمه ما شئت) للحصول على العروض الأفضل و لذلك سأكون مضطر للإنقطاع لأيام .
أحب هذا النوع من التجارب و أنصحك حتى قبل أن أبدأ أن تقوم أنت كذلك بذلك , حان الوقت لترتيب الحسابات مع الأهل و الكتب و الترتيبات و بالطبع مغامرة أخرى.