التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

مشاركة مميزة

هاتف أغبى قليلاً

  أحاول منذ شهور أن أقلل دخولي إلى منصات التواصل الإجتماعي. قرأت الكثير عن أهمية هذا التقليل حتى تكونت في داخلي قناعة حول ذلك وإن هناك وقت ثمين للغاية يضيع بالإضافة إلى قدرت هذه المنصات على خلق وحوش آدمية باستطاعتها سحب قدر كبير من الطمأنينة النفسية من ذواتنا, دور هذه المنصات هذه هي جرك للصراعات حتى يجري الأمر في عروقك ويتحول إلى انتصار زائف و يصبح من فيها أقل سمواً ورقة لكن يمؤلم الجميع.  مازال الأمر يحيرني, كيف يرحب الجميع بأن يبدأ الصباح تعس لهذه الدرجة؟ كيف نرضى بأن تذهب هذه المنصات بعقولنا بكل سعادة؟ إنه إدمان حقيقي. كنت أفكر منذ مدة بإقتناء جهاز ( سامسونج فولد ) أحاول أن أخدع نفسي بأني أحب القراءة و وجود مثل هذا الجهاز بين يدي سيمكني من المزيد من القراءة أوقات الإنتظار. في الوقت ذاته أحاول أن أقلل استخدامي للهاتف وهاتف مثل الفولد بحجم ثور لا يمكن أن يتسق مع فكرتي فقط لأني أريد أن أقرأ في لحظات الانتظار وهي بالمناسبة قليلة. هذا الجهاز سيصبح خطر داهم يمكن أن يدفعني إلى التهور و استهلاك المزيد من محتوى منصات البغض الاجتماعي حتى يتطاير اللعاب من فمي و الجنون في عيني! قررت قبل أشهر أن
آخر المشاركات

طريقة بديلة للعلم أتنمى أن تنتشر

  دخلت في دورة تدريبية عن زراعة النباتات في البيوت عند رجل أقل ما يقال عنه إنه موسوعة نباتات. يكفي أن تعرف إنه قد صرف مئات الألوف من الدنانير ليأخذ دورات حول العالم! لكن الغير معقول في القصة بأن هذا الرجل الذي أفنى نفسه للنباتات و عشق الزراعة دراسته الأساسية هي هندسة كهرباء! حسناً أنا متأكد إن القصة لا تبدو خارقة للعادة إذ إنه لابد إنك تستطيع أن تعد أكثر من شخص قد أبدع بغير مجاله. وقد يساند ذلك هو الدراسات الحكومية الرسمية عن أن فقط ٢٧٪ من خريجي الجامعة يعملون في تخصصاتهم! يبدو إن الإنسان يكتشف متأخراً المجال الذي يميل له خاصة مع مواجهة خيارات متنوعة و جديدة في الحياة أو حتى إن الطالب لا يهتم في التخصص الذي ينوي دراسته بدرجة كبيرة خاصة في ذلك العمر الصغير!  أذكر تماماً عندما كنت في الجامعة كان بعض الطلبة عندما كانت موظفة القبول في الجامعة تسألهم عن الكلية التي يودون أن يدخلونها أو التخصص المرغوب كانوا يجاوبون أي شيء أو إختاري لي أنتي!! هذه بعض العوامل و ربما كانت هناك العامل الأكبر و هو تأثير الأصدقاء والمحيطين مهما كانوا على درجة كبيرة من البلاهة! لكن هناك حل يمكن عمله تجاه هذه المشكل

لا تسمح للرجل المسن بالدخول إلى داخلك

أحد أعز الأصدقاء تجمع مرة مع أصدقاء المدرسة في التجميع الشامل إن صح التعبير و كعادة هذه التجمعات تختم بصورة جماعية. لاحقاً عرض هذه الصوره على عمه الذي صمت لدقيقة وعلق ببطيء: متأكد إن هؤلاء كانوا معك و لم يكونوا معلميك! صديقي هذا يمتاز بهبة إلهية تسمى بالوجه الطفولي (بيبي فيس) لكن لأننا نشيخ بالعادة بخطوط الزمن لاحظت بأن هناك من يشيخ أسرع من الآخر و كأن الأمر سباق رغم تقارب الأعمار فما السر الذي يميز البعض دون منح منذ الطفولة؟ هذه لن تكون إجابات على شكل نصائح الحميات الغذائية المشهورة و إنما ملاحظاتي بالتفكير خارج الصندوق ولأنه يحزني أن أرى من يستسلم بسهولة للزمن ويسمح للرجل المسن بالدخول إلى داخل قلبه قررت أن أكتب بعض من هذه النصائح. و قبل كل شيء إعلم بأنه قد تم عمل مسحه على الناس و سؤالهم عن الأعمال فكان الملاحظ بأنه على الرغم بأنه قد جرى العرف بأن الصغير يريد أن يكبر و الكبير يريد أن يصغر إلا إنه هناك عمر يريده الجميع بحيث لا يريدون أن يكبرون أو يصغرون عنه و هو ٢٣ عاماً. أما العمر الذي يراه الناس فعلاً يصح أن يطلق على كبير السن حقاً فهو عمر ٧٥ عام و إن كنت أرى بأن السقف ما زال قابل ل

41 نصيحة

  أما و قد بلغت هذا السن فيسرني أن أقدم للقاريء العزيز ٤١ نصيحة للحياة: لن تقابل شخص في حياتك قد أتم قراءة جميع مكتبه. حتى المنتجات السيئة يمكن أن تعطيك أداء ممتاز لو اعتنيت بها. الاسلوب اللطيف مع الموظفين الذين تقابلهم له مفعول السحر. كلما أعطيت شخص مهمه اسأله متى أحتاج أن أذكرك عنها؟ لو تمكنت من مسك أعصابك اتجاه قائدي السيارات الحمقى قد ينقذ ذلك حياتك. من أفضل ما يبعث في المرء الطمأنينة هو استشعار نعم الله عليه. هناك دائماً وقت كافي للتوقف و شم الورود في الطبيعة. الدليل العلمي الحديث و القوي هو أهم ما يجب أن تطلبه اتجاه أي موضوع مصيري بالنسبة لك. حدسك لن يعمل إلا لو كنت خبير. التحدث للغرباء يزيد سعادتك و سعادتهم. حتى وإن بدا لك عكس ذلك. لا يمكن أن تصادق فقط الأصدقاء تعتمد عليهم لأن الحياة أغلبها لحظات عادية و مملة. أي علم ناوي تتعلمه لازم تبدأ بالمصطلحات .. بدون المصطلحات ستغرق. ما تكتبه سيوثق ضدك و ما تقوله يتبخر في الهواء. الصرف على السفر و التجارب خير من أن تصرف على الماديات. إذا كنت خائف أو قلق من مقابلة شخص ما لأن له هيبه , فقط تخيل هذا الشخص و هو في الحمام وقد أصابه مغص. هذه ال

ليتني ما عرفت

  يعرف أي شخص جرب البناء من قبل أن هذه التجربة أقل ما يقال عنها إنها تحتوي على كم مهول من المعلومات من شتى التخصصات كلها توضع في مشروع واحد و مشروع بناء البيت لا يشابه أي مشروع آخر. دعني أشرح لك أكثر. لو اشتريت سيارة مثلاً فأنت تشتري منتج جاهز و يمكنك تجربته و سؤال من إمتلك نفس السيارة من قبل بل و حتى قبل هذا كله لربما كنت تعرف العلامة التجارية و تذهب بكل ثقة لشراء السيارة و أنت تعلم بأنها ستكون جيدة لأنها ببساطة نفس العلامة الممتازة السابقة. أما المنزل فهو النتيجة النهائية لاختلاط عدة أفكار و معلومات متداخلة تبان نتيجتها في النهاية و أثناء هذا العمل الشاق فإن بعض الأعمال لا يمكن أن تصححها إن أخطأت بها و بعضها يمكن تصحيحه ولكنك ستدفع ثمن باهظ للغاية. لكن من يمكنه أن يتذمر من المعلومات في زماننا هذا؟ هذا المشروع بدأت فيه شخصياً و أنا أحاول أن أقبض على كل معلومة تقع تحت يدي و أتعلم تحت كبار المختصين فمن يريد أن يفشل في أكبر مشروع في حياته؟ وأنا حقاً ممتن لكل هؤلاء الذين وفروا الكثير جداً من معلوماتهم للناس لكن يبدو إني قد ابتلعت الطعم الخطأ! عندما شربت كل تلك المعلومات تحولت نظراتي البري

صاحب الوهم الذي يعمل بجدارة

  قبل سنوات عدة قررت فجأة أن ألعب أحد الفنون القتالية , كانت هذه اللعبة تحديداً تتصف بالدفاع فقط ولا يمكنك أن تتعلم أي حركة أو اسلوب مهاجمة أبداً و هو أمر مثير بالنسبة لي. كان حظي بأنه مع ثاني درس جاءت مدرسة الفنون القتالية هذه دعوة من قبل شركة كبيرة و معروفة. أحد الذين يعملون هناك كان صديق للمدرب و هو مسئول عن الدورات و ورش العمل و يبدو إنه استغل ذلك بأنه وجه دعوة لمدرب أمريكي لإعطاء دورة. ولأنها شركة كبيرة جداً لم نكن بحاجة لدفع فلس واحد لأن كل شيء قد تم دفعه بالفعل!  كأي دورة أخرى بدأت الدورة هذه بالأفكار النظرية و كان أولها هو تشغيل فلم قصير للمدرب و هو يدرب أناس في المستوى (المتقدم), طبعاً كان متقدم إلى درجة إنه لا يلمس الأشخاص المهاجمين له و كان المهاجمين بالفعل يتألمون من خلال الإشعاعات التي يرسلها لهم عن بعد! ذهلت جداً هنا و كان كل تركيزي و همي هو تعلم هذه التقنية السحرية لأني كشخص يستخدم المنطق كثيراً فكرت في إنه لماذا أهلك جسدي في تعلم كل هذه الأساليب الملتوية و الخطرة بينما بإمكاني أن أصد جميع الضربات من خلال الكهرباء عن بعد.  هكذا ظللت أمارس تمارين اللياقه من اليوم الأول حت

كيف تتعامل مع مرض مزمن؟

  كدت أجعل عنوان هذ المقال "كيف تتعامل مع مرض لا شفاء منه" لكنه عنوان قاسي للأمانه و لذلك خففته لهذا العنوان الذي يعكس روح المقال بشكل أفضل. ما أكتبه هنا هو نتاج تجربة شخصية وليس توصية طبية , أفترض أنك تعلم هذا تماماً لكن وجب أن أذكر.  كمية الأمراض التي يدرسها طالب الطب في مختلف تخصصاته تجعل المرء يفكر لماذا ينجب الأطباء الأولاد أو البنات و قد تنتظرهم كل هذه الأمراض؟ بعضها ذو نسبة عالية و الآخر أقل  بل حتى القراءة العامة و الإطلاع على حال الأصدقاء و الأقارب و ما يصيبهم من مرض تجعل المرء تردد من الفكرة أصلاً فلا زال الانسان بخلق ضعيف مهما حاول إخفاء ذلك. لكنك اليوم هنا موجود و من حولك موجودين و بت في القرار القديم في شأن ظهورك للدنيا من عدمه.  هب أن أصابك القدر بمرض غير اعتيادي فكيف العمل؟ أول الطريق الطبي السليم هو أن تنجح في تشخيص المرض تشخيص صحيح. هنالك ربما آلاف الأمراض المختلفة , كثير منها يتشابهه بالأعراض (هل تستطيع التفريق جزماً بين أعراض الإنفلونزا و الكورونا و نزلة البرد؟) و إختيار التشخيص بعناية هو نصف العلاج كما يقال. لماذا كل هذه الأهمية؟ لأنك ببساطة من بعد التشخيص

أباك ليس الذي تراه

  (صورة حقيقية لعامل بناء و قد لطخ الأسمنت عينه) منذ زمن مر علي بروشور في الانترنت من النوع الذي عندما تقرأه تكتشف إن هذه الفكرة ليس فكرتك أنت وحدك و إنما يشاركك فيها الآلاف حول العالم. البروشور كان عن كيف ينظر الطفل لأبيه منذ الولادة و كيف يراه أعظم شخص في العالم ثم تتضاءل هذه الصورة مع مرور الوقت واكتساب ذلك الطفل خبرات حياتية خاصة به تتفوق أحياناً على أبيه و تهتز الصورة التي بناها و تتحول صورة الإبن إلى نظرة مختلفة تماماً عن والده من ذلك العظيم إلى الرجل العادي و ربما أقل. ثم يتقدم العمر بالولد و تعود صورة أباه بالنمو مرة أخرى بعد إدراكه الكثير من حكم الحياة إلى أن تعود إلى القمة و تصبح صورة (أبي هو الأعظم في العالم). أقرأ مثلكم عن قصص أولئك الذين تركهم آبائهم منذ الطفولة تتولى أمهم شأن حياتهم بدون اتصال معهم على الإطلاق. للأسف هذه النماذج يوجد منها في الوطن العربي الذي نضرب به المثل على الترابط الأسري مقارنة بالغرب. مؤخراً سمعت حلقة في بودكاست (أصوات) عن قصة بنت فلسطينية تركها والدها مع أمها هي و أخوتها هكذا. رغم إنه لم يهاجر بل كان داخل الدولة! أأسف لحياة هؤلاء لكني أعلم أنهم الأق

بلد الفرصة الثانية

من أكثر الأشياء التي تعجبني حقاً في أمريكا هي إنها تقدم لك الفرصة الثانية مهما أخطأت من قبل. كما إن المجتمع هناك سيقبلك من أين أنت و لن يوجد عليك ضغط بأن تتبع توجه العائلة أو القبيلة. جاريد كوشتنر زوج ابنة الرئيس الأمريكي ترامب و المعين كمستشار رسمي له يأمر و ينهى في الشرق الأوسط .. من هو والده؟ في قضية لا يمكن حتى تخيلها حاول والد كوشنر أن يسجل بعض أقاربه ضمن الحزب الديموقراطي دون علمهم, و لما تم كشفه من قبلهم أسقط في يده فقام بابتزاز زوج أخته (الذي كان أحد ضحايا التسجيل المزور) و قام باستئجار مومس و تصوير زوج أخته معها سراً ثم هدده بإرسال الشريط لزوجته في حال استمر في الموضوع!! أعرف الموضوع غريب جدا جدا لكن هذا ما حصل.  هل لاحظت إن الأب كافح و زور من أجل الحزب الديموقراطي بينما الابن تزوج ابنة رئيس الحزب المعادي (الجهموري)؟ الآن قد تقول إن الابن لا يجب أن يتحمل وزر أبيه. و هذا كلام حسن لكن تخيل لو كان الأمر في بلد عربي؟  وعليه دعني أحدثك عن سيناريو تخيلي و أريدك أن تتخيل النتيجة التي ستأتي من وراءه. تخيل إن شخص زور شيكات بنكية و اخذ أموالها ثم انحل شخصية طبيب و عالج الناس ثم مل و ان

الذي سافر و لم يصور

هل أسافر من أجل الناس أم من أجل نفسي؟  هذا السؤال كان دائماً ما يحيرني و لم أجد له جواب حتى وقت قريب , و لهذا قررت أن أضع رأيي هنا.  مرة كنت في السيارة و صادف أن كانت بنت مشهورة في سيارة جنبي , لاحظتها تصطنع قمة الابتسامة ثم (كليك) هممم حسناً يبدو إنها لقطة جيدة لسناب لكن يجب علي أن أعيدها (كليك) مع ابتسامة أكبر , جيد الآن أصبحت جميلة , ثم عاد الشحوب يملأ وجهها. هذا المشهد تكرر كثيراً. يوم كتابة هذا المقال مثلاً مر علي فيدو لبنتين سافرا سوياً (مشهورتان بالمناسبة) و قد ملأتا حسابهما بصور و فيديوات عن رحلتهما تلك.  هذه الأشياء تجعلني في حيرة و أهز رأسي محوقلاً , يبدو إن كثير من الناس يسافرون من أجل إظهار إنهم سافروا! لكن الأمر ليس بهذه البساطة بل أعقد من ذلك. أحدى السفرات التي سافرتها مع زوجتي حرصت على أن لا أصور و أقلل استخدام الهاتف و أعيش متعة السفر. كان مهم بالنسبة لي أن أعيش السفر ولا أنشغل بالتصوير. لكن ماذا حدث؟ أصبت بالإحباط عندما رجعت و حاولت تذكر بعض الأماكن الجميلة. آه تذكرت لم أصور وقتها عشت تماماً هناك. حسناً فعلت , لكن الأمر أصبح أسوء بمرور الوقت. أريد هذا الاحساس الناعم با

توفر العلم و فقدان الرغبة

  مايكل شاب أمريكي من أصل كوري كانت رغبة والديه مثل رغبة كل آباء و أمهات قارة آسيا و أفريقيا (ربما) و هي أن يحصل على أعلى درجة في الدراسة ثم يتحول إلى موظف بمهنة مرموقة. مايكل خيب توقعاتهم و تحول إلى العمل بوظيفة حرة و هي طاه محترف يأتي إلى بيوت الناس ليقدم لهم (تجربة) طعام ممتعة لمناسبة ما. مواعيده في الغالب محجوزة و دخله الشهري هو ١٤٠٠٠ دولار رقم كبير لو حولته إلى أي عملة. أين الغريب في الأمر؟ إن مايكل لم يتعلم الطهو تحت يد أستاذ أو مطعم و إنما تعلم بنفسه. كما تعلم كل شيء متوفر على الانترنت. لماذا كتبت هذا؟ لأنه قبل أيام قرأت عن شركة crumbl كعك (كوكييز) كسرت دنيا الحلويات (لم أجربها مع الأسف الشديد) تقوم الشركة بطرح ٤ أنواع جديدة و مختلفة اسبوعياً بالإضافة إلى تصوير مميز واستغلال مميز لمنصة تيك توك. بالمناسبة الطاه مايكل ليس لديه موقع و إنما حساب في الانستقرام يحجزون عن طريق التواصل المباشر معه.  عودة إلى شركة الكعك , في مقابلة للمؤسسين قالوا و هم يضحكون إنهم حتى لم يعرفوا استخدام الفرن طيلة حياتهم حتى ولادة المشروع! كما تعلم كل شيء متوفر على الانترنت. المستثمر المعروف بيل أكمن قال

صديق لا أعتمد عليه

  في بداية حياتي سافرت بعيداً .. بعيداً جداً الحقيقة. كان ذلك في بداية الانترنت , التواصل ليس مستحيل لكنه كان أصعب بكثير من الوضع الحالي , يكفي أن تعلم بأن الآيفون لم يولد بعد. كنت في محيط من الأصدقاء منذ طفولتي , أصدقائي هم أصدقاء المدرسة و نفسهم حتى ما بعد المدرسة , لأنهم من نفس المنطقة أصلاً. بدون مقدمات هكذا سافرت إلى هناك ثم انقطعت الأخبار و التواصل بيننا. كان بالإمكان أن نتواصل هاتفياً إلا إن الموضوع صعب ناهيك عن كونه مكلف. جزء في داخلي كان ساخط بشدة , لأنهم لم يسألوا عني (والحقيقة أنا لم أسأل عنهم أيضاً) فار في الغضب حتى انهلت على أحدهم يوماً باللوم و العتب الشديد على هذه القطيعة و كأني كنت شبح بينهم. ذاك الحادث كان انعكاس واضح لحداثة سني و نقص الخبرة في الحياة. دعني أوضح ذلك أكثر .. قبل سنوات قليلة كنت أحتاج بشدة إلى الذهاب إلى المطار لسبب عدم وجود سيارة تقلني إلى هناك و اتصلت على أعز أصدقائي الذي يشاركني معظم أفكاري و أحادثه كل يوم بلا انقطاع (حتى اليوم بالمناسبة) و ربما هو أقدم صديق. طلبت منه أن يوصلني فاعتذر برقة و قال لي إن هذا مع شديد الأسف يصادف موعد قيلولته! الأمر تكرر م

لكن الأعراف تنتصر

  رغم عشرات المرات التي ذهبت فيها إلى المقبرة لازلت لا أستطيع أن أنسى صديقي هذا تحديداً. لكن قبل أن أشرح لكم قصته دعني أشرح البروتوكول المتبع في المقبرة على الأقل عندنا في الخليج , ولأن البروتوكول هذا لا يطبقه سوى الرجال ولا تدري النساء عنه شيء فيجب علي أن أشرحه لهن. تذكرون عندما يدخل العريس الجديد كل مرة مرتبك إلى قاعة الأفراح المكتظة بالنساء؟ ويبدو لكم الأمر في غاية الغرابة لأن النساء هذه أرضهم و هذا جمهورهم أما الرجل (العريس هنا) يتحول هذا الأمر إلى أول تجربه له في حياته فلا يعرف ماذا يفعل خاصة و إنه فجأة تحولت كل الأنظار نحوه بانتظار أي خطأ منه ناهيك عن الحسابات الأخرى التي تقيس الشكل و غيره.  نفس الشيء تقريباً في المقبرة لكن الأمر أخف و سطوة نوع واحد من الشعور عكس حفل الفرح. يغسل الميت أول و يقوم قريبه (غالباً إبنه) بعمل ذلك لأول مرة ثم يسرع بجثمانه ليصلى عليه ثم يحمل بسرعة إلى القبر و لأن الموتى كثر يجب أن يعرف رقم القبر ثم هناك طرق خاصة للدفن توجيه الميت و ترصيف الطابوق بطريقة معينة ثم الطين بطريقة خاصة ثم التراب و حفظ رقم القبر و كل هذه الأمور تكون جديدة في الغالب على هذا الفتى

مجاملات إلكترونية

  قرأت في مدونة عبدالله المعلومة التالية: (غوغل لا تسمح بإعادة استخدام أي بريد محذوف) تمنيت حقاً أن توفر بقية المنصات نفس الخدمة , لأني أفكر كثيراً في حذف بعض الحسابات في تلك المنصات بالذات تلك التي يتابعني فيها و أتابع أصدقاء و أقارب.  هناك مشكلة حقيقية واجهتني مراراً و تكراراً تحدث عندما تتابع و يتابعك صديق أو قريب. فخذ مثلاً (حساب الانستقرام) قد يأتيك إشعار بأن (خالد) يتابعك. أوه خالد زميل العمل , لابد إن الانستقرام قد اقترح عليه حسابي , لكنك تتجاهل متابعته لأنك قد خصصت منصة الانستغرام للإطلاع على المحتوى الهادف فقط و هذا آخر شيء تتوقع أن خالد يعمله. ثم تجد خالد نفسه يعلق على صورك و هو بذلك يفرض نفسه عليك و أنت لا تدري يقيناً إذا ما كان يريد أن يوجه لك رسالة بأن تتابعه و ترد الجميل أو إنه فعلاً مهتم بالصورة التي نشرتها. قد تعتذر عن عدم ملاحظتك إن خالد قد تابعك لكن الآن خالد يعلق عندك و أنت ترد عليه فكيف لا تتابعه بالمقابل؟! حسناً الآن ستتابع خالد مضطراً , لكن لحظة , خالد ينشر فقط صور السيارات و آخر أخبارها و المشكلة إنه نهم و ينشر بغزارة! و هذا حرفياً يثير جنونك. صور الطبيعة التي ك

زمباردو يصنع الأبطال

  تعرف المقولة التي تطلق بشكل ساخر على مختصي علم النفس بأنهم هم أنفسهم مرضى نفسيين؟ أعلم بأن هذه الفكرة تغضبهم بشدة لكن صدق أو لا تصدق د.فيليب زمباردو أحد أشهر أساتذة علم النفس يقول بأنه (هو على الأقل) مختل نفسياً! زمباردو صاحب تجارب غريبة أشهرها و سجن ستانفورد , متأكد إنك قد سمعت عنها ولكن لو لم تفعل فهي باختصار إنه طلب من مجموعة من المتطوعين عددهم ٢٤ أن ينقسمون إلى مجموعتين واحدة تتكون مساجين و أخرى من حراس للسجن ثم تتطور سلوكيات غريبة لدى الطرفين لم يتوقعها أحد. طبعاً هذا النوع من التجارب النفسية لا يسمح بالقيام به فهناك لجنة أخلاقية لهذه التجارب و حتى التجارب العلمية يجب أن توافق على أي تجربة. زمباردو المثير للجدل جاء مؤخراً ببرنامج جميل للغاية و هو يعني بصناعة الأبطال في المجتمع , أبطال منقذين , أبطال ضد التنمر , أبطال ضد المفسدين. المزيد من الأفعال البطولية التي تستند على الأخلاق ستؤدي إلى مجتمع أفضل. بعد التدريبات بأشهر يقوم بإختبارهم بكاميرات خفية .. البعض يخفق و كثير منهم يظهر بطولته. ما دفع زمباردو بذلك المشروع هو ما سمعه من المساجين خاصة أولئك الذين سجنوا بسبب ردات فعلهم