تناولت العشاء في مطعم أجربه لأول مرة و فاجأني حرص المطعم على إظهار إنه حريص على البيئة بدرجة مبالغ فيها, فالصحون كرتونية و الملاعق خشبية و حتى إن أحذيتهم لونها أخضر كدليل على البيئة الخضراء, استغربت الحقيقة من هذا التوجه لأن هم التاجر في المقام الأول هو الربح و الحقيقة إن موضة الحرص على البيئة شبه مفقودة في مجتمعنا إذ يندر أن تجد أحد يفضل مطعم على آخر لأنه أكثر حرصاً على البيئة .. قد تجد هذا في نيويورك و لكن لن تجده هنا.
الأمر الذي دعاني لكتابة هذا المقال هو إن حتى و إن بدى المطعم حريص على البيئة ظاهرياً فهو أكثر ضرراً عليها من غيره .. سألت أحد العاملين هناك .. هل ترمون هذه الصحون البلاستيكية و الملاعق الخشبية؟ قال طبعاً .. قلت له و كم شجرة تقتلون في استخدامكم لهذه الأدوات التي تصنع من الخشب أساساَ؟ قارن هذا بمطعم بجانبه يستخدم الأطباق السيراميكية التي يعاد إستعمالها و لن تحتاج إلى قتل أي شجرة أخرى.
ابتسم الموظف خجلاً و لم يتمكن من الرد :-/
أحياناً نظن إننا بأفعالنا ننقذ الموقف و لكن في الواقع نسيء له أكثر من الوضع الطبيعي .. يظهر هذا جلياُ في الأمور البيئية