وقف رجل أنيق أمام سقراط و أخذ يتبختر في مشيته و يتباهي بمظهره, فقال له سقراط: تكلم حتى أراك.
لا يستند إلى العوامل الخارجية لإبراز علو كعبه إلا الفشلة .. أولئك الذين يحتمون بكل أشكال الحمايات الخارجية .. سيارة من نوع معين .. جنسية معينة .. وظيفه والده .. أصل جده .. عوامل خارجية .. هو مجوف لا شيء في التاريخ .. إنه عار
أولئك يجب أن لا يقرؤا حتى لا يصغر آباؤهم .. يجب أن لا يصدم بحقيقة أن التاريخ يسجل على صفحاته الرئيسية أولئك المؤثرين فيه .. أما من إختبأ خلف عوامل خارجية فهو مسموح أن يسقط من هوامش كتاب التاريخ .. فلا يحاسب على نسيان من لا يذكره أحد ..
أولئك يسعون لدخول عقول الناس علهم يحتلوا التميز بشيء مزيف .. يأتي مجوف فيدعي تفوقه لأن جد جده من تلك الأراضي دون غيرها .. لا سواهم إلا من أتى من نفس تلك الأرض و من داخلهم صراع حتى تصل للأشبار المقدسة في الأراضي ..
سبعة مليار انسان على ظهر الأرض في كل قطب و قارة و جزيرة و غابة و مدينة يوجد إنسان .. إلا إنه ميز نفسه لأصل مدينة همشها التاريخ لولا فضل قووقل ماب عليها لدُكت .. قووقل ماب صنيعة من صنع التاريخ بيديه لا بيد وجوه لم يراها حتى ..
أن العقل يحتله من يأتي إليه أولاً .. من يدعي علو فضله و فوقيته على سبعة مليار آدمي بسبب إن آبائه ذوي أعين حمراء .. يمكنه إدعاء هذا .. سيحاول تبيان فضله و فوقيته عليهم لكنه لن ينال شرف حقيقي لأنه يلبس قناع الزيف و على كتفيه جلد ميت..
إن كثير من الشعوب التي يحتقرها العرب .. تحتقر العرب بالمقابل .. و لكن لأن كثير من العرب جلهة لا يجيدون سوى لغتهم و تاريخهم لا يعلمون عن هذا ..
إن فلسفة إحتقار الآخر بسبب الدم الذي يجري في جسدك هي صرخة ألم للناس .. إنك لا شيء .. مجوف .. لا انجاز تستند إليه .. تحاول أن تثبت أهميتك .. فشلت و تمسكت بفكرة إخترعها فاشل آخر .. لتأتي أجيال كاملة تولد و ترضع هذا الشرف و هذه المكانة حتى لا يعود هناك حاجة لأن تبرز في أي مجال .. أنت ولدت بكل هذه الأصالة و الفخر و العزة لماذا تحتاج أن تبرز؟ هل احتاج نيل أرمسنرونق النزول على القمر مرة أخرى؟ لا يكفيه مرة واحدة فقط .. إنجاز عظيم واحد .. هكذا خلده التاريخ ..
المجوف ولد و صدق بأنه أعلى .. لماذا يحتاج انجاز آخر ؟!
أرجوك لا تقرأ التاريخ حتى لا يصغر آباؤك .. أنت لا تدري إن كان ما تعتقده إكذوبه أو حقيقة .. لا تعلم .. و خير لك أن لا تعلم .. إن الأشياء المسكوت عنها في التاريخ أكثر من تلك التي قيلت .. إن رؤيتك لسلسلتك الذهبية لابد أن تجبرك أن ترفع من مكانة كل هؤلاء في السلسلة .. لكن اقترب من تلك السلسلة .. تحسسها .. ستصدم .. ستدهش .. ستبكي ربما .. لأنك ستجد الساقطين فيها ..
لن يعني وجود خلل في تلك السلسلة شيء لو إنك سيد إنجازاتك .. أما أن تدعي الفضل لسلسلة جاءت من ديار قدستها فهذا يجبرك أن تتعلق في تلك السلسلة .. من المؤلم أن يخدشها أحد .. من العار أن يكشف مساوئها الحقيقية أحد .. و إن فعل ما أنت بفاعل؟
تاريخ و ماضي و عار ذهب .. كيف ستغير من ما ذهب؟
إن أولئك الذين يقفون فوق إنجازاتهم هم الذين يصلحون فيها .. هم الأكثر فخراً و الأكثر تقديراً ..
إن اينشتاين مقدر في اليابان و بورما و أفريقيا و شعوب الأسكيمو .. ذلك رجل سيد صنيعته و لا يستند لأحد .. من هو جد اينشتاين؟ لا أحد يعرف ..
من أي فخذ باراك أوباما؟ لا أحد يعلم ! لماذا؟ لأن ذلك غير مهم .. المهم هو .. من هو .. كيف أصبح هو هو .. و ماذا فعل هو لنا و لهم ..
عزيزي المجوف .. ستظل في رأيك التعيس .. تعيش على الوهم .. حتى ينحسر الماء .. عندها سيرى الجميع من كان يسبح عرياناً