التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢١

الذي سافر و لم يصور

هل أسافر من أجل الناس أم من أجل نفسي؟  هذا السؤال كان دائماً ما يحيرني و لم أجد له جواب حتى وقت قريب , و لهذا قررت أن أضع رأيي هنا.  مرة كنت في السيارة و صادف أن كانت بنت مشهورة في سيارة جنبي , لاحظتها تصطنع قمة الابتسامة ثم (كليك) هممم حسناً يبدو إنها لقطة جيدة لسناب لكن يجب علي أن أعيدها (كليك) مع ابتسامة أكبر , جيد الآن أصبحت جميلة , ثم عاد الشحوب يملأ وجهها. هذا المشهد تكرر كثيراً. يوم كتابة هذا المقال مثلاً مر علي فيدو لبنتين سافرا سوياً (مشهورتان بالمناسبة) و قد ملأتا حسابهما بصور و فيديوات عن رحلتهما تلك.  هذه الأشياء تجعلني في حيرة و أهز رأسي محوقلاً , يبدو إن كثير من الناس يسافرون من أجل إظهار إنهم سافروا! لكن الأمر ليس بهذه البساطة بل أعقد من ذلك. أحدى السفرات التي سافرتها مع زوجتي حرصت على أن لا أصور و أقلل استخدام الهاتف و أعيش متعة السفر. كان مهم بالنسبة لي أن أعيش السفر ولا أنشغل بالتصوير. لكن ماذا حدث؟ أصبت بالإحباط عندما رجعت و حاولت تذكر بعض الأماكن الجميلة. آه تذكرت لم أصور وقتها عشت تماماً هناك. حسناً فعلت , لكن الأمر أصبح أسوء بمرور الوقت. أريد هذا الاحساس الناعم با

توفر العلم و فقدان الرغبة

  مايكل شاب أمريكي من أصل كوري كانت رغبة والديه مثل رغبة كل آباء و أمهات قارة آسيا و أفريقيا (ربما) و هي أن يحصل على أعلى درجة في الدراسة ثم يتحول إلى موظف بمهنة مرموقة. مايكل خيب توقعاتهم و تحول إلى العمل بوظيفة حرة و هي طاه محترف يأتي إلى بيوت الناس ليقدم لهم (تجربة) طعام ممتعة لمناسبة ما. مواعيده في الغالب محجوزة و دخله الشهري هو ١٤٠٠٠ دولار رقم كبير لو حولته إلى أي عملة. أين الغريب في الأمر؟ إن مايكل لم يتعلم الطهو تحت يد أستاذ أو مطعم و إنما تعلم بنفسه. كما تعلم كل شيء متوفر على الانترنت. لماذا كتبت هذا؟ لأنه قبل أيام قرأت عن شركة crumbl كعك (كوكييز) كسرت دنيا الحلويات (لم أجربها مع الأسف الشديد) تقوم الشركة بطرح ٤ أنواع جديدة و مختلفة اسبوعياً بالإضافة إلى تصوير مميز واستغلال مميز لمنصة تيك توك. بالمناسبة الطاه مايكل ليس لديه موقع و إنما حساب في الانستقرام يحجزون عن طريق التواصل المباشر معه.  عودة إلى شركة الكعك , في مقابلة للمؤسسين قالوا و هم يضحكون إنهم حتى لم يعرفوا استخدام الفرن طيلة حياتهم حتى ولادة المشروع! كما تعلم كل شيء متوفر على الانترنت. المستثمر المعروف بيل أكمن قال

صديق لا أعتمد عليه

  في بداية حياتي سافرت بعيداً .. بعيداً جداً الحقيقة. كان ذلك في بداية الانترنت , التواصل ليس مستحيل لكنه كان أصعب بكثير من الوضع الحالي , يكفي أن تعلم بأن الآيفون لم يولد بعد. كنت في محيط من الأصدقاء منذ طفولتي , أصدقائي هم أصدقاء المدرسة و نفسهم حتى ما بعد المدرسة , لأنهم من نفس المنطقة أصلاً. بدون مقدمات هكذا سافرت إلى هناك ثم انقطعت الأخبار و التواصل بيننا. كان بالإمكان أن نتواصل هاتفياً إلا إن الموضوع صعب ناهيك عن كونه مكلف. جزء في داخلي كان ساخط بشدة , لأنهم لم يسألوا عني (والحقيقة أنا لم أسأل عنهم أيضاً) فار في الغضب حتى انهلت على أحدهم يوماً باللوم و العتب الشديد على هذه القطيعة و كأني كنت شبح بينهم. ذاك الحادث كان انعكاس واضح لحداثة سني و نقص الخبرة في الحياة. دعني أوضح ذلك أكثر .. قبل سنوات قليلة كنت أحتاج بشدة إلى الذهاب إلى المطار لسبب عدم وجود سيارة تقلني إلى هناك و اتصلت على أعز أصدقائي الذي يشاركني معظم أفكاري و أحادثه كل يوم بلا انقطاع (حتى اليوم بالمناسبة) و ربما هو أقدم صديق. طلبت منه أن يوصلني فاعتذر برقة و قال لي إن هذا مع شديد الأسف يصادف موعد قيلولته! الأمر تكرر م