التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعليم بلا نهاية



يقال بأن الجامعات أصلها جاء نتيجة فكرة تكديس العلم في مكان واحد , لأن العلوم غير متاحة في كل مكان و إذا كانت متاحة فهي مبعثرة هنا و هناك و بالتالي جاءت الجامعات كحل لهذه المشكلة حيث (تجمع) فيها المواد التعليمية.

في كل مرة أشارك رابط لدورة تدريبية مهمة على الانترنت للناس أحصد أكثر من مئة إعجاب , في إشارة إلى إنهم مهتمين بالدورة. و أسأل نفسي كم منهم سينهي الدورة؟ بل كم سيبدأها إن صح التعبير؟؟

مشكلة هذا العصر بالذات ليست قلة المعلومات أبداً .. تخيل أن هناك من مشى من المغرب حتى بغداد لطلب العلم في زمن سابق! 

المشكلة الحقيقية اليوم كما يصفها نافال رافيكانت هي ضعف الإرادة في التعلم. و أرى إن أفضل من حدد المشكلة هو كال نيوبورت في كتبه حيث يشير إلى إن المشكلة هي بالتركيز. و إن كثرة المشتتات (على رأسها وسائل التواصل الاجتماعي) هي السبب الرئيسي الذي يعبث بعقلك.

سألني شخص مرة في رسالة خاصة على الانترنت كم يساوي ١٠٪ من راتبي؟ .. ظننت إن الأمر مزحه فلا أتخيل إن شخص لديه ارتباط في الانترنت لا يعرف أن يخرج ١٠٪ من راتبه! لكن عذرته و قلت ربما فعلاً يعتبر الأمر صعب. لكن المشكلة إن سؤاله كان "كم" و لم يسأل "كيف أخرج النسبة" و أعلم تماماً إنه بثوان يستطيع أن يعرف الجواب من قووقل لكن هل هناك إدارة للتعلم؟ أشك.

كثيراً من يسألني عن ماهي الأسهم التي أنصح بها و هذا السؤال مزعج لأكثر من سبب .. أولها إن إعطاء التوصيات هو أمر مخالف للقانون (أعرف إن القانون أحمق لكن هو قانون بالنهاية) ثانياً إن الشركات التي أمتلكها أنا اشترتها بسعر مختلف تماماً عن سعرها اليوم و كما يقول وارن بوفت و هو يملك حصة كبيرة في كوكاكولا بأنه لن يشتري سهم كوكاكولا اليوم بهذا السعر المرتفع. ثالثاً و هو أمر مهم إن السائل لا يريد أن يتعلم , يريد الطريق المختصر.

الدنيا لا تعمل بالمختصرات .. و بالمناسبة العلوم بالغالب سهلة أو قابلة للتعلم لو استثنينا علم فيه كواكب أو جراحه , الأمر يبدو صعب لأن المختصين يريدون أن يعطوا العلم شيء من البرستيج ليعلوا شأنهم , كما إن هناك جانب خبيث في الموضوع و هو إنه يمكنهم أن يقدموا خدماتهم بسعر أعلى .. ففي النهاية هم فرسان هذا العلم الصعب.

مرة أخرى كل شيء مهم يحتاج تركيز و أن تعطيه من وقتك و جهدك و إلا لن تكون النتيجة إلا الاتكال على الناس بكل شيء .. و هو أمر بالحقيقة مرهق للجميع!