قبل سنوات قام مواطن صاحب مشروع صغير بعمل فلم وثائقي من غيضة اتجاه تعطل أعماله في الدوائر الحكومية التي فيها ما فيها (مستفيداً من حرية التعبير المرتفعة نسبياً في الكويت) و كان يتكلم بحرقة عن أحد أبرز المطبات في الحكومة و كانت موظفة غير محترمة تأخذ رشوى بمسميات مختلفة و لما سألها بطريقة غير مباشرة عن أخذها للرشوة كان ردها:
و ماذا عن بقية الموظفين؟ أنا آخذ أقل راتب في الدولة و هذا أراه مجرد تعويض فارق!
كنت في طابور انتظار في أحد المتاجر فطلب الذي يقف أمامي من المحصل أن يدخل ما دفعه في حساب شخص آخر , فرد عليه بان هذا لا يجوز شرعاً .. و بالفعل كما تتوقع رد عليه "و ماذا عن الذين يطالبون بأكبر من هذا!!"
تدار هذه الأيام فكرة إصلاحات اقتصادية سوف تمس المواطن بطريقة أو بأخرى لأنه الشريحة الأكبر لكن التعليق الأكثر شهرة:
و ماذا عن أولئك اللصوص الذين يسرقون البلد؟
في أمريكا و كوسيلة استخدمت لتقليل استهلاك الناس للكهرباء .. استغلوا فكرة "و ماذا عنهم" و وزعوا على البيوت درجة استهلاكها مقارنة بالجيران , فالمستهلك الكبير يجب أن يشعب بشيء من الخزي من استهلاكه المفرط مقارنة مع جيرانه "و ماذا عنك أنت" ؟
طبيعة الانسان تميل بشكل مستمر لمقارنة الأشياء و في قد قام باحث في الاقتصاد السلوكي بمسحة لمعرفة رأي الموظفين في التالي : هل تفضل أن يكون راتبك بسيط لكنه أعلى من بقية الموظفين .. أم تفضل أن يكون راتبك عالي و لكنه أقل من باقي الموظفين؟ و صدق أو لا تصدق الغالبية اختارت أن تحصل على الراتب البسيط مع تفوقهم على نظرائهم بالرقم!
و ينصح أحدهم بخبث أن لا تهتم بنوع الوظيفة التي تعمل بها و إنما مهم جداً أن تكون ذات راتب أعلى من راتب زوج صديقة زوجتك .. لأنها ببساطة ستقارن!