التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خلل في هيكل السلطات العليا







بجانب الاستمرار بنشر الاشاعات حول كل شيء , أعتبر إن الجدات هن مصدر رئيسي لهدم أي مشروع تربوي صارم يحمل في طياته بعض أنواع العقاب. 

كنت قد اتفقت مع أطفالي بأن أعطيهم مصروف شهري ثابت بشرط أن ينجزوا مهام محددة بشكل يومي و في كل يوم لا ينهون من مهامهم تخصم منهم نسبة و بذلك أكون قد ربحت من الناحيتين. الأولى إني غرست خصلة الالتزام بأطفالي بعمل مهام مفيدة و من ناحية ثانية إذا أهملوا الاتفاق أكون قد وفرت على نفسي هذه الأموال.

لكن زيارة واحدة للجدة ممكن أن تهدم كل هذا الاتفاق ! أنت تعلم بأن في النظام الهيكلي للسلطات تحتل الجدة مستوى أعلى من الأب و بالتالي فإن الجدة التي تكون عادة لطيفة مع أحفادها ستعطي دون مقابل و ستعطي الكثير! في أربع زيارات مثلاً سيحصل الأبناء على ضعفي مصروفي الشهري! مما يدفعهم (و هو ما حصل) إلى تجاهل هذه المصاريف و الإكتفاء بالمال الذي يأتي بلا مجهود من الجدة!!

هناك خاصية فريدة يتحلى بها أي شخص يصبح جد أو جدة و هي إنهم بإمكانهم الاستمتاع مع الأطفال وقت ما يشائون و التخلص منهم في أي وقت. مثلاً في وقت الهدوء و الراحة من الممكن جداً أن تتصل الجدة بولدها لتطلب منه أن يحظر الأحفاد , و لكن ما أن يبدأ الأحفاد بالشغب حتى تطلب منه بكل سهولة حملهم و الخروج فوراً. و هذا فرق أساسي بين الجدة و الأم مثلاً .. الأم يجب عليها في جميع مراح طاقتها أن تتحمل الأطفال حتى لو كانت مطالبهم تافهه و هي في قمة ارهاقها. و هو أمر لا يحدث مع الجدة.

قبل أيام اتفقت مع عاملة أن تأت إلى المنزل للعمل مقابل أجرة ثابته , و عند حديثها عن تاريخها المهني قالت بنوع من المكر: (كنت أعمل في بيوت فيها جدات .. كانوا يغدغون علي بالإكراميات المالية الشيء الكثير) 

لا يهم يا أستاذة فهذا المنزل لا يوجد فيه جدات حتى الآن و الرقم الذي اتفقنا عليه سيظل كما هو!